مرت النمسا بتاريخ حافل منذ عصر ما قبل الميلاد، حاول الكثير من المستعمرين فرض سيطرتهم عليها كما خاض ملوكها العديد من الحروب للسيطرة على دول أخرى إلى أن شهدت النمسا الاستقرار الحالي.
وضحنا لكم في مقال سابق تاريخ النمسا منذ البداية حتى فترة ما قبل الحرب العالمية الاولى ونستكمل لكم في هذا المقال تاريخ النمسا حتى القرن العشرين.
دور النمسا في الحرب العالمية الأولى
كان اغتيال ولي عهد النمسا وريث الإمبراطورية النمساوية المجرية فرانس جوزيف عام 1914 في صربيا هو السبب الأساسي لقيام الحرب العالمية الأولى.
حيث انقسمت الدول الأوروبية إلى قسمين دول قوات المركز ألمانيا، النمسا، المجر، ودول التحالف الغربي إيطاليا، بريطانيا، روسيا وفرنسا.
انتهت الحرب العالمية الأولى عام 1918 بخسارة كبيرة للإمبراطورية النمساوية المجرية حيث فقدت النمسا أكثر من مليون جندي في الحرب. كما تم تفكيك الإمبراطورية إلى عدة جمهوريات صغيرة (النمسا، المجر، البوسنة، الهرسك، كرواتيا، صربيا، أوكرانيا، المجر، سلوفاكيا).
وتم إعلان قيام الجمهورية النمساوية الأولى عام 1918.
احتلال ألمانيا للنمسا
بعد محاولات عديدة من هتلر للسيطرة على النمسا تمكنت ألمانيا النازية عام 1938 من احتلال النمسا وضمها للرايخ الألماني وإجبارها على الدخول في الحرب العالمية الثانية.
تم هزيمة هتلر عام 1945 وسيطرة قوات الحلفاء( روسيا، إنجلترا، فرنسا، أمريكا) على النمسا، وتم إعلان قيام الجمهورية النمساوية الثانية بزعامة كارل رينر.
معاهدة الاستقلال النمساوي
بعد أكثر من 300 جلسة بين وزراء خارجية الحلفاء ومستشار الرئاسة النمساوية تم توقيع معاهدة استقلال الدولة النمساوية في فيينا عام 1955.
وهي المعاهدة التي أعطت النمسا الحق في إعادة التأسيس كدولة مستقلة، وبناء عليه قامت قوات الحلفاء بالانسحاب من النمسا وأعلن يوم 26 أكتوبر العيد الوطني في النمسا. ثم قامت النمسا بالانضمام للمجلس الأوروبي عام 1956.
تاريخ النمسا الحديث
انتهى نظام النمسا السياسي القائم على الحكومات الائتلافية وحكومات الأغلبية المطلقة. حتى بدأ عصر الاشتراكية عام 1977 في عهد كرايسكي الذي جعل من السياسة الخارجية للنمسا محورَا هامَا. وهو أول من أدخل العرب في السياسة الخارجية. استطاعت النمسا بعد ذلك أن تجعل من نفسها قوى دولية مهمة ومؤثرة. وأصبحت النمسا عضوَا في الاتحاد الأوروبي عام 1995 بعد استفتاء وصلت نسبة الموافقة فيه إلى الثلثين.
النمسا في القرن العشرين
تشارك النمسا في السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي. كما أصبحت عضوًا في منظمة الشراكة من أجل السلام التابعة للناتو. والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات بين دول حلف الشمال الأطلسي ودول أوروبا.
تعد النمسا حاليًا من الدول التي تعمل على نشر السلام بين مختلف دول العالم. وتتمتع بالاستقرار على الصعيد السياسي والأمني، كما تتميز بكونّها من أكثر الوجهات السياحية أمانًا في العالم حيث تستقبل أكثر من 33 مليون زائر سنويًا.