تربط علاقة صداقة قوية بين كلًا من النمسا والإمارات العربية المتحدة وترجع هذه العلاقة إلى أكثر من 50 عام، حاولت البلدين طوال هذه المدة تقديم أوجه التعاون وتوطيد العلاقات والعمل على الحفاظ على هذه العلاقة الطيبة.
وقد شهدت العلاقة بين الدولتين تقدمًا كبيرًا خلال السنوات الماضية. حيث حرصت الدولتين على احترام سياسة بعضهما والحفاظ على المصالح المشتركة لضمان استمرار التنمية والتطور في كلا البلدين. وفي ظل الاتفاقية الحديثة التي قام بها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ومعالي المستشار سيباستيان كورتس المستشار الاتحادي لجمهورية النمسا. تم التوصل إلى ملفات جديدة تدعم مصالح الدولتين وتعمل على تعزيز الشراكة فيما بينهم.
حيث قرر الزعيمين رفع مستوى التعاون بين الدولتين والوصول إلى اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة وذلك بهدف تعميق مجالات التعاون القائمة والوصول إلى مجالات تعاون جديدة
ما هي القضايا التي تدعم الشراكة بين النمسا والإمارات؟
قضية التعايش السلمي ومكافحة الإرهاب
إن ملف التعايش السلمي من أكثر الملفات التي تسعى كلا الدولتين للتعاون فيها. حيث شكل توافق البلدين على تعزيز قيم التسامح ومبادئ التعايش السلمي ومواجهة خطاب الكراهية أساسًا للتعاون بين الدولتين. حيث تسعى الدولتين إلى دعم قضايا الاستقرار والأمن في العالم وضرورة التصدي للأفكار الإرهابية التي تروج لها الجماعات المتطرفة مع نبذ جميع أشكال العنف والإرهاب والتخويف التي تمارسها هذه الجماعات وحماية الشباب من سيطرة الفكر الإرهابي.
تطوير قطاع السياحة
يعد قطاع السياحة من أهم مجالات التعاون بين الدولتين وذلك نظرًا لحجم القطاع والفرص الواعدة التي يوفرها لكلا الطرفين. حيث تحافظ النمسا على مكانتها كواحدة من أفضل الوجهات السياحية التي يفضلها السائحين الإماراتيين. بينما تعمل مدن الإمارات على وجودها ضمن قائمة الوجهات المفضلة للسائحين النمسا.
وعلى الرغم من الآثار السلبية نتيجة انتشار فيروس كورونا وتأثيرها الكبير على مجال السياحة إلا أن التوقعات تشير إلى العودة التدريجية للطيران المباشر بين الدولتين. وذلك مع الالتزام بكافة المعايير واتخاذ كافة التدابير للسفر بين الدولتين.
التعاون الاقتصادي
تعد الإمارات الشريك الاقتصادي الأهم للنمسا داخل المنطقة العربية. وذلك نظرًا للإمكانيات المهولة التي يوفرها سوق العمل الإماراتي للمستثمرين. وقد تم عقد العديد من الاجتماعات التنسيقية بين الطرفين للعمل كشريكين استراتيجيين على المستوى الاقتصادي. وذلك لتطوير مجالات التعاون التجاري والاستثماري ومن أهم القطاعات التي برزت: التكنولوجيا، الطاقة المتجددة، الخدمات اللوجيستية والطيران.
الشراكة البرلمانية
يوجد بين الإمارات والنمسا علاقة برلمانية قوية وذلك من خلال المجلس الوطني الاتحادي والمجلس الوطني النمساوي وقد اتفقت الدولتين على تشكيل لجنة صداقة بين البرلمانين تهدف إلى تبادل الخبرات والمعرفة بالمحافل البرلمانية الدولية .
إكسبو 2020
تهدف النمسا إلى الاستفادة من معرض إكسبو دبي 2020. وذلك من خلال تعزيز فرص شركاتها في الانضمام لسوق العمل الإماراتي واستخدامه كمنصة لعرض التقنيات النمساوية الحديثة مثل: الطاقة المتجددة والمدن الذكية.
ترجع بداية العلاقات بين النمسا والإمارات إلى عام 1973. حينما تم أول لقاء بين الزعيمين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمستشار برونو كريسكي. وعملت الدولتين معاً منذ تأسيس العلاقة الثنائية بينهما على تطوير سبل التعاون والبحث عن القضايا التي تدعم الشراكة بين النمسا والإمارات.