يعد الزي النمساوي من أكثر الأزياء المميزة الوسط أوروبية، سواء للرجال أو النساء، من النظرة الأولى تعرف موطنه تلقائيًا.
تعكس الأزياء هوية وثقافة الشعوب، ورغم تطور هذا العالم الفني، ووجود الملابس العصرية، ما زالت الكثيرُ مِن الشعوب تحتفظ بأزيائِها التقليدية وترتديها في المناسبات الكبيرة.
في التالي نستعرض لـ تاريخ الزي النمساوي التقليدي ومراحل تطوره حتى يصبح بمثل هذا التميز:
الدرندل.. هكذا يسمى الزي النمساوي التقليدي للنساء
حالما تصل أرض النمسا الخضراء، ستتعجب من ملابس النساء المميزة، والتي تتكون من “مريلة المطبخ” فوق الفستان، هذا الزي النمساوي يسمى بـ “الدرندل”.
نشأ هذا الزي في المناطق الناطقة بالألمانية في جبال الألب، لذلك ترتديه النساء والفتيات في النمسا وجنوب ألمانيا، وليختنشتاين وسويسرا و مناطق جبال الألب في إيطاليا.
يكون صدر الفستان ضيّقًا ومشدودًا وذو ياقة منخفضة، لكن تُلبس تحت الفستان بلوزة عادة ما تكون بيضاء اللون تغطي الصدر وأعلى الذراعين. يربط المئزر في منطقة الخصر و يتم قصُّ التنورة بصورة أوسع أسفل الخصر.
أما نظير “الدرندل” الرجالي فهو زي “ليدرهوسن”! وهو سروال من الجلد قصير! أو يصل حتى الركبة أما الذي يكون طويلاً فيعرف باسم بوندهوسن أو كنيبوندهوسن، يتم ارتدائه مع قميص أبيض وسترة قماشية.
تاريخ الزي النمساوي التقليدي
نشأ في أرياف الألب.. وأصبح رمزًا للعرق الألماني
شهدت أرياف جبال الألب على نشأة الزي النمساوي الرسمي للنساء “الدرندل”، كفستان يتم ارتداؤه في العديد من المناطق. وكان أكثر سماكةً من الزي الذي يتم ارتداؤه اليوم.
تطور زي النساء النمساويات، من كونه ملابس لفلّاحِي جبال الألب، بين القرنين السادس والثامن عشر، في أواخر القرن التاسع عشر، واستخدمته الطبقات العليا والمتوسطة.
لاحقًا أصبح زي رسمي خارج منطقته الأصلية! ويعتبر الزي النمساوي بشكل عام اللباس التقليدي للنساء والفتيات في جبال الألب.
هناك العديدُ من التعديلات، التي تم إضفائها على التصاميم الشعبية الأصلية، ويعتبر “الدرندل” أيضًا زيًا تقليديًا للعِرق الألماني في بلدان العالم المختلفة.
الليدر هوسن والدرندل.. جزءًا هامًا من الحفلات والمناسبات النمساوية
في النمسا، يستمر ارتداء الزي النمساوي التقليدي، في المناسبات العامة، حتى من قبل الشباب! يعتبر الدرندل والليدرهوسن جزءًا مهمًا من الثقافة الشعبية في جبال الألب. مع جوانب أخرى للثقافة الشعبية، مثل: “الرياضة التقليدية – الرماية، ومهارات التطريز والموسيقى والرقص الشعبي”.
يتم تعزيز ثقافة الأزياء التقليدية، وحمايتها من قِبل “اتحاد جمعيات الأزياء الشعبية النمساوية وجمعيات الوطن”. كما لعبت الكنيسة الكاثوليكية دورًا مهمًا في الترويج للدرندل في النمسا.
دور الزي التقليدي للنمسا في العبادة!
يتم ارتداء الزي التقليدي النمساوي في خدمات العبادة، وخاصة أعياد الكنيسة الرئيسية، مثل: “عيد الفصح، وعيد القربان، وعيد الخمسين وأيام أعياد القديسين”.
ينظر إليه كرمز للهوية الوطنية، في الأماكن السياحية، لذلك غالبًا ما يرتدي الموظفون في المكاتب والمطاعم ومصانع النبيذ والمتاجر، ملابس “الدرندل” كزي للعمل.
حتى في الحياة اليومية، ترتدي العديد من النساء النمساويات الدرندل كبديل للأزياء الأخرى، كما تصدر الخدمة البريدية النمساوية بانتظام طوابع بريدية عليها أزياء الدرندل وغيرها من الأزياء الشعبية النمساوية.