النمسا دولة أوروبية غير ساحلية تقع في جبال الألب، وتشترك في حدودها مع العديد من الدول مثل ألمانيا، إيطاليا، المجر وسلوفاكيا. وتشير الأدلة التاريخية إلى أن تاريخ النمسا يعود للقرن الثاني قبل الميلاد تقريبًا.
يمتلئ تاريخ النمسا بالعديد من الصراعات والاستعمار والحروب حتى استطاعت الوصول إلى مرحلة الاستقرار السياسي الحالي، نعرفكم في هذا المقال على تاريخ النمسا منذ عصر ما قبل الميلاد حتى فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى.
تاريخ النمسا القديم
تعتبر مملكة النوركيوم هي أول الممالك التي حكمت النمسا ويرجع تاريخ ذلك إلى القرن الثاني قبل الميلاد، حتى قامت إمبراطورية الروم بالاستيلاء على الأراضي النمساوية في عهد القيصر اوكوستوس عام 15 قبل الميلاد وتعود تسمية العديد من مدن النمسا إلى ذلك العصر.
ظلت النمسا تحت حكم الروم حتى عام 180 ميلاديًا، بعد وفاة القيصر مارك أويل انتهى العصر الروماني في النمسا وانسحب الرومانيين تاركين النمسا للألمان مع بدء انتشار الحملات الصليبية.
قيام دولة النمسا
ظهر اسم النمسا للمرة الأولى في الوثائق التاريخية عام 996 تحت مسمى (اوستاريشي) وكانت تحت حكم عائلة بابين بيرج.
وازدهرت النمسا تحت حكم العائلة الذي امتد حتى عام 1246 وانتهى بموت فريدريخ الثاني آخر حكام عائلة بابين بيرج.
عهد الهابسبورج
عائلة الهابسبورج هي واحدة من أهم الطبقات الحاكمة في أوروبا وقد حكمت النمسا لما يزيد عن 600 عام.
عاشت النمسا نهضة حضارية ومعمارية كبيرة في عهد الهابسبورج حيث تم بناء جامعة فيينا وكنيسة شتيفان دوم.
كما خاض الهابسبورج العديد من الحروب وعقدوا العديد من التحالفات حتى استطاعوا الحصول على عرش المجر والبوهيميين عام 1526 وأصبحت النمسا قوى عظمى تحت حكم مكسيمليان.
حكم ماريا تريز للنمسا
تولت ماريا الحكم بعد موت والدها كارل السادس منذ عام 1740 حتى 1780. وتعتبر ماريا من أهم الشخصيات في تاريخ النمسا حيث عملت جاهدة على تطوير وضع الدولة.
فقامت بإنشاء المدارس والاهتمام بالتعليم ووضع قوانين الحريات الدينية والرعاية الصحية والاجتماعية.
وشاركها في الحكم ابنها الأكبر جوزيف الثاني الذي أصبح إمبراطورًا للنمسا وألمانيا واستمر في تطوير البلاد. وأنشئ المستشفى الجامعي العام أكبر مستشفيات العالم في ذلك الوقت.
النمسا تحت سيطرة نابليون
استطاع نابليون فرض سيطرته على النمسا بعد فوزه بمعركة أوسترليتز عام 1805 حيث هزم القوات النمساوية مما أجبر النمسا على توقيع اتفاقية السلام والتخلي عن البندقية لصالح الإمبراطورية الإيطالية. كما قام نابليون بفصل الجزء الجنوبي من النمسا وإقامة دولة يوغوسلافيا وبذلك فقدت النمسا حدودها البحرية.
تم هزيمة نابليون عام 1813 في معركة لايبريخ واستعادت النمسا سيطرتها على الحكم. وعقدت معاهدة فيينا عام 1815 بهدف إعادة تنظيم أوروبا.
الثورات الشعبية في النمسا
عام 1848 قامت العديد من الثورات في كل بلاد أوروبا بما فيها النمسا، وأدت هذه الثورات إلى إنشاء البرلمان النمساوي الأول وكانت الإمبراطورية النمساوية تحت حكم فرانس يوسف. وفي ذلك الوقت الذي قام بإنشاء السكك الحديدية ووضع قوانين أساسية للنمسا مثل قانون التعليم الإجباري، وقانون الخدمة العسكرية الإجبارية.
وفي عام 1866 خاضت النمسا حروب مع روسيا وإيطاليا حتى خرجت النمسا من الحلف الألماني.
خاضت النمسا العديد من الحروب في تاريخها والتي نتج عنها العديد من التغيرات التى طرأت على جغرافية البلاد مما ساهم بشكل أو بآخر في تشكيل سياسة النمسا الحالية ووضعها بين الدول الأخرى.