تُعتبر النمسا أولى دول العالم في التعليم، كما أنها رائدة في المجال الأكاديمي والبحث العلمي والطبي. فضلًا عن كونها موطن لإحدى أفضل جامعات دراسة الطب في النمسا. وهي جامعة ڤيينا التي كانت أولى جامعات أوروبا في تدريس الطب منذ عام 1365.
وتوفر النمسا فرص ممتازة لمزاولة مهنة الطب، واستخدام التقنيات والمعدات الحديثة. حيث تعمل الدولة على توفير كل ما هو جديد في هذا المجال، لذلك ستجد أن الجامعات النمساوية لدراسة الطب تحرص على تدريب طلابها بشكل ملائم يتماشى مع تطور الحياة العملية.
حيث ينعكس ذلك على خدمات الرعاية الصحية المتوفرة في المستشفيات النمساوية، ومراكز الرعاية الصحية، بالإضافة إلى خدمات التأمين الصحي العام والخاص المتوفر لجميع المقيمن بالنسما سواء المواطنين المحليين أو الأجانب المغتربين. كما يدل ذلك على اهتمام النمسا بصحة المواطنين مما يجعلها رائدة في توفير عملية تعليمية مرموقة للطلاب في هذا المجال.
وبالتالي يقبِل العديد من الطلاب على الجامعات النمساوية لدراسة الطب سنويًا بسبب جودة التعليم وانخفاض تكلفة الدراسة مقارنًة بباقي الدول، وارتفاع مستوى المعيشة الذي يضمن الكثير من الراحة والرفاهية وإيجاد العمل المناسب، وإليك كل ما يتعلق بدراسة الطب في النمسا.
أولًا: شروط دراسة الطب في النمسا
هناك بعض الشروط والأوراق الواجب توافرها حتى يمكنك الالتحاق بإحدى الجامعات النمساوية لدراسة الطب وهي:
- شهادة إتمام المرحلة الثانوية.
- صورة من جواز سفرك، وشهادة ميلادك.
- شهادة إثبات إتقانك للغة الألمانية (والذي يعتبر من إحدى أهم الشروط المطلوبة في مجال الطب خاصًة).
- نسخة من طلب التسجيل في امتحانات القبول الإلزامية لدراسة الطب في النمسا.
- تقديم وثيقة توضيح الوضع المالي للطالب، كي يتمكن من الاستقرار والدراسة.
- لا يمكنك التسجيل في أكثر من جامعة نمساوية لدراسة الطب في وقت واحد. وذلك لأن الجامعات تضع نفس المواعيد لإجراء امتحانات القبول.
- تتكون امتحانات القبول الإلزامية من عدة تخصصات مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات والأحياء واختبارات الذكاء.
- يجب أن يكون مستوى الطالب في اللغة الألمانية بصل إلى المستوى C1 على الأقل.
- تضع كل جامعة بعض الشروط الخاصة بها، وبالتالي يجب مراجعة الشروط الخاصة بالجامعة المُراد الالتحاق بها عن طريق زيارتك لموقع الجامعة الإلكتروني.
- يجب ترجمة كل الأوراق الرسمية للغة الألمانية قبل تقديمها.
مدة دراسة الطب في النمسا
تضع الجامعات النمساوية لدراسة الطب برنامج تعليمي يتكون من 6 سنوات بما يُعادل 12 فصلًا دراسيًا. يتم تقسيم هذه الفصول على النحو التالي:
الفصل الأول
يُعتبر هذا الفصل مرحلة تمهيدية، يتعلم فيها الطالب كل ما يخص الجسم والصحة والمرض بشكل عام، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الإسعافات الأولية.
الفصل الثاني إلى الفصل الرابع
يتعلم فيها الطالب جميع التأثيرات التي تطرأ على جسم الإنسان. وكيفية إجراء الفحوصات الطبية باستخدام المعدات الطبية الحديثة، بالإضافة إلى دراسة اللوائح البيولوجية والوراثية لجسم الإنسان.
الفصل الخامس إلى الفصل السابع
يدرس الطلاب كل ما يتعلق بالتغذية، وعمليات الهضم، والحمل والإنجاب، والنمو والعوامل المؤثرة عليهم.
الفصل الثامن
يشمل دراسة العوامل الفيزيائية التي تؤثر سلبًا وإيجابًا على صحة ومرض الإنسان.
الفصل التاسع والعاشر
بدايًة يجب على الطلاب اجتياز جميع الامتحانات على الفصول الدراسية السابقة حتى يتمكنوا من البدء في الفصلين التاسع والعاشر. وبعد اجتيازهم الامتحانات بنجاح يقوم الطلاب بدراسة كل ما يخص الطب الباطني مع ضرورة اجتيازه بنجاح، وبذلك يتمكنوا من الانتقال إلى المرحلة الأخيرة من دراسة الطب وفقًا للبرامج المحددة في الجامعات النمساوية.
الفصلين الحادي عشر والثاني عشر
وهما الفصلين العمليين حيث يقوم الطلاب فيهما بالعمل ضمن الطواقم الطبية للتعلم من خبرات الأطباء الكبار، وذلك في العيادات الطبية الجامعة الخاصة بكل جامعة.
تكاليف دراسة الطب في الجامعات النمساوية
تعتبر النمسا واحدة من أقل دول العالم تكلفة لدراسة الطب والدراسة بشكل عام، مما يجعلها الوجهة الأولى للكثير من الطلاب، ولكن تختلف تكاليف دراسة الطب في النمسا باختلاف الجامعة.
أولًا: الجامعات الحكومية
من المعروف أن الجامعات الحكومية تكون أقل في المصاريف الدراسية في جميع دول العالم، وبالفعل فإن الطلاب الوافدين لدراسة الطب في النمسا يدفعون فقط 800 يورو سنويًا. وهذه القاعدة لا تنطبق على طلاب الاتحاد الأوروبي الذين يتلقون تعليمهم مجاني بالكامل بشرط أن تكتمل دراستهم في الوقت المُحدد لها، كما يمكنهم العمل فور انتهاء الدراسة في المستشفيات النمساوية.
ثانيًا: الجامعات الخاصة
ترتفع تكلفة الالتحاق بالجامعات النمساوية الخاصة لدراسة الطب لتصل إلى 40000 يورو سنويًا كحد أقصى، ورغم ذلك فإنها ما زالت تقل في تكلفتها مقارنة بباقي الجامعات الخاصة العالمية.
أفضل الجامعات النمساوية لدراسة الطب
تمتلك النمسا مجموعة من أفضل جامعات العالم لدراسة الطب، والتي تمكنك من العمل فور إتمام الدراسة من إحدى جامعتها، وهذه مجموعة من أفضل الجامعات النمساوية.
جامعة ڤيينا الطبية
تحتل جامعة ڤيينا الطبية المركز الـ 14 ضمن أفضل 50 جامعة طبية حول العالم، بالإضافة إلى ذلك هي واحدة من أفضل الجامعات النمساوية وأقدمهم. كانت جامعة ڤيينا الطبية جزء تابع لجامعة ڤيينا ولكنها انفصلت عنها عام 2004.
يهدف برنامج دراسة الطب في جامعة ڤيينا إلى تعليم وتزويد الطلاب بكل المعلومات في المجال الطبي، وذلك من خلال المعرفة الواسعة وتدريب عملي مكثف، حتى يتهيأ الطلاب لممارسة مهنة الطب بعد التخرج مباشرة. وبالتالي يهدف البرنامج الطبي في جامعة ڤيينا إلى تزويد الطلاب بالمهارات في الكشف والفحوصات والمهارات السريرية وكيفية التواصل مع المريض، بالإضافة إلى تعلم السلوك المهني المناسب.
جامعة غراتس الطبية
جامعة غراتس الطبية واحدة من أفضل الجامعات النمساوية والتي تفتخر بأن عددًا من طلابها قد حصلوا على جائزة نوبل في مختلف التخصصات الطبية، مثل جوليوس واغنر، وأوتو ليوفي. ولغة تدريس الطب في الجامعة هي اللغة الألمانية فقط.
وعلاوة على ذلك وجد في جامعة غراتس الطبية أكثر من 2500 موظف في المجالات العلمية وحوالي 4350 طالبًا يقومون بالبحث والتدريس لتقديم أفضل البرامج الطبية المتكاملة والحفاظ على صحة المرضى. وتعتبر جامعة غراتس الطبية مركزًا طبيًا مُبتكرًا من الدرجة الأولى في جنوب النمسا.
جامعة إنسبروك الطبية
جامعة إنسبروك الطبية واحدة من أقدم الجامعات النمساوية العريقة. كانت جزءًا من جامعة إنسبروك التي تم تأسيسها عام 1562. بدأ تدريس الطب فيها عام 1674، ولكنها انفصلت عنها وأصبحت جامعة مستقلة عام 2002 بموجب قانونها. وتعتبر واحدة من الجامعات الرئيسية الرائدة في مجال البحث العلمي والتدريب الطبي.
جامعة باراسيلسوس الطبية الخاصة
جامعة باراسيلسوس الطبية (PMU) هي جامعة خاصة تم تأسيسها عام 2002. اعتمد الجامعة على ثلاث ركائز أساسية وهم التدريس والبحث ورعاية المرضى. تمتلك هذه الجامعة أفرع في كلًا من (سالزبورغ ونورمبرغ). بالإضافة إلى 22 معهدًا جامعيًا، وثلاثة مراكز بحث، وستة برامج بحثية. وعلاوة على ذلك تقدم الجامعة العديد من التخصصات الطبية مثل الطب البشري والصيدلة وعلوم التمريض.
تُحقق دراسة الطب في النمسا تقييمات مرتفعة من حيث جودة التعليم والبرامج التدريبية التي تحرص على تقديمها لطلابها. كما تدل الأعداد الكبيرة من الطلاب الوافدين في الجامعات الطبية النمساوية على ترحيب الدولة وتوفير سبل الدعم. مع تقديم كافة الخدمات التي تساعدهم في الحصول على الدرجات العلمية والخبرة في المجال الطبي. فإن كنت ترغب في دراسة الطب لن تجد أفضل من الجامعات النمساوية في هذا المجال.